أبو تمام

سَأشكُرُ لابْنَي وَهْبٍ الهِبَة َ التي قصيدة أبو تمام

سَأشكُرُ لابْنَي وَهْبٍ الهِبَة َ التي – أبو تمام


سَأشكُرُ لابْنَي وَهْبٍ الهِبَة َ التي … هِيَ الوُدُّ صَانَاهُ بِحُسْنِ صِيَانِهِ

عفاءٌ على دهياءَ كانا إزاءها … وَنِكْلٌ لِدَاجي الْخَطْبِ يَعْتَوِرَانِهِ

تَدَفَّقْتُمَا مِنْ طَل مُزْنٍ ووَبْلِه … وَمِنْ شَرْخِ معْرُوفٍ وَمِنْ عُنْفُوَانِهِ

وهلْ لي غداة ً السبقِ عذرٌ وأنتما … بحيثُ ترى عينايَ يومَ رهانهِ

رأَيْتُكما مِنْ ريْبِ دَهْرِيَ هَضْبَة ً … وَما زُلْتُمَا لازِلْتُما مِنْ رِعَانِهِ

فأصبحَ لي تحتَ الجران فريسة ً … ولَوْلاكما أصبَحْتُ تحتَ جِرَانِهِ


وَمَلَّكْتُماني صَعْبَة ً وَخِشَاشَها … وَأمكَنْتُما مِنْ طامحٍ وَعِنَانهِ

لَئنْ رُمْتُ أمراً غِبْتُما عندَ بِكْرِهِ … لَقَدْ سَرَّنِي فِعْلاكُما في عَوَانِهِ

وماخَيْرُ بَرْقٍ لاحَ في غيرِ وَقْتِهِ … ووَادٍ غَدَا مَلآنَ قبلَ أَوَانِهِ؟

تلطفتما للدهرِ حتى أجابني … وقدْ أزمنَتْ رجلي هناتُ زمانِهِ

وما زِلْتُما مِنْ نَبْعِه إنْ عُجِمْتُما … لِضَيمٍ، وَعنْدَ الجُودِ منْ خَيْزُرَانِهِ

لعمري لقد أصْبَحْتُما العُرْفَ صاحباً … له مقولٌ نعماكما في ضمانِهِ

ويأخُذُ مِنْ أَيْدِيكُما وَهَواكُما … فَلا عَجَبٌ أنْ تأْخُذَا مِنْ لِسَانِهِ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page