أبو تمام

سَلاَمُ اللَّهِ عِدَّة َ رَمْلِ خَبْتٍ قصيدة أبو تمام

سَلاَمُ اللَّهِ عِدَّة َ رَمْلِ خَبْتٍ – أبو تمام


سَلاَمُ اللَّهِ عِدَّة َ رَمْلِ خَبْتٍ … على ابنِ الهيثمِ الملكِ اللبابُ

ذكرتكِ ذكرة ً جذبتْ ضلوعي … إليكِ كأنها ذكرى َ تصابي

فلا يغببْ محلكَ كلُ يومٍ … مِنَ الأَنْواءِ أَلطافُ السَّحَابِ

سقَتْ جُوداً نَوَالاً منكَ جَوْداً … وربعاً غيرَ مجتنبِ الجنابِ

فثمَ الجودُ مشدودَ الأواخي … وثمَّ المجدُ مضروبُ القبابِ

وأخلاقٌ كأنَ المسكَ فيها … بِصَفو الرَّاحِ والنُّطَفِ العِذَابِ

وكمْ أحييتَ من ظنَّ رفاتٍ … بها وعمرتَ من أملِ خرابِ

يَمِينُ مُحَمَّدٍ بَحْرٌ خِضَمٌّ … طَمُوحُ المَوْج، مَجْنُونُ العُبَابِ

تَفِيضُ سَماحة ً والمُزْنُ مُكْدٍ … وتَقطَعُ والحُسَامُ العَضْبُ نَابِ

فَدَاكَ أَبا الحُسيْنِ مِنَ الرَّزايا … ومِن دَاجي حَوادِثها الغِضَابِ

حسودٌ قصرتْ كفاهُ عنهُ … وكفكَ للنوالِ وللضرابِ

ويَحْسُبُ ما يُفيدُ بلا نَوال … وَتُعْطي ماتُفيدُ بلا حِسَابِ

ويَغْدُو يسْتَثيبُ بِلا نَوَال … ونَيْلُكَ كُلُّهُ لا للثَّوَابِ

ذكرتُ صنيعة ً لكَ ألبستني … أثيث المالِ والنعمَ الرغابِ

تجددُ كلما لبستْ وتبقى … إذا ابتذلتْ وتخلقُ في الحجابِ

إِذَا ما أُبْرزَتْ زَادَتْ ضِياءً … وتشحبُ وجنتاها في النقابِ

وليست بالعوانِ العنسِ عندي … ولا هيَ منكَ بالبكرِ الكعابِ


فَلا يَبْعُدْ زَمَانٌ مِنكَ عشْنا … بِنَضْرَتِه ورَوْنَقهِ العُجَابِ

كأَنَّ العَنْبَرَ الهنْدِيَّ فيهِ … وفأرِ المسكِ مفضوضَ الرضابِ

لياليهِ ليالي الوصلِ تمتَ … بأَيَّام كأَيَّامِ الشَّبَابِ

أَقُولُ بِبعضِ ما أسدَيْتَ عندِي … وما أَطْلَبْتَني قَبْلَ الطلاَبِ

ولوْ أني استطعتُ لقامَ عني … بِشُكْرِكَ مَن مَشَى فَوْقَ التُّرَابِ

إذاً شكرتكَ مذحجُ حيثُ كانتْ … بَنُو دَيَّانِهَا وبَنُو الضبَابِ

وجِئْتُكَ في قُضَاعَة َ قد أَطافَتْ … بركني عامرِ وبني جنابِ

ولاستنجدتُ حنظلً وعمراً … ولم أَعِدْلْ بِسَعْدٍ والربابِ

ولاسترفدتُ من قيسِ ذراها … بني بدرٍ وصيدَ بني كلابِ

ولاحتَفلَتْ رَبيعَة ُ لي جَميعاً … بِأَيَّامِ كأَيَّامِ الكُلاَبِ

فأشفي من صميمِ الشكرِ نفسي … وتركُ الشكرِ أثقلُ للرقابِ

إِليْكَ أَثرتُ مِن تَحْتِ التَّرَاقي … قوافي تستدرُ بلا عصابِ

منَ القرطاتِ في الآذانِ تبقى … بقاءِ الوحي في الصمَّ الصلابِ

عِراضَ الجاهِ تجزَعُ كلَّ وادٍ … مُكَرَّمَة ً وتفتحُ كلَّ بابِ

مضمنً كلالَ الركبِ تغني … غناءً الزادِ عنهمْ والركابِ

إِذَا عارَضْتَها في يَوْم فَخْرٍ … مسحتَ خدودَ سابقة ً عرابِ

تَصِيرُ بِها وِهَادُ الأَرضِ هَضْباً … وأَعلاماً وتَثْلِمُ في الرَّوابي

كَتبْتُ ولو قَدَرْتُ جَوًى وشَوْقاً … إليكِ لكنتْ سطراً في كتابي


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page