شَجاً في الحَشَى تَرْدَادُهُ لَيْسَ يَفْتُرُ قصيدة أبو تمام
شَجاً في الحَشَى تَرْدَادُهُ لَيْسَ يَفْتُرُ – أبو تمام
شَجاً في الحَشَى تَرْدَادُهُ لَيْسَ يَفْتُرُ … بهِ صمنَ آمالي وإني لمفطرُ
حَلَفْتُ بِمُسْتن المُنَى تَسْترِشُّهُ … سَحَابَة ُ كَفٍّ بالرَّغائِبِ تُمْطِرُ
إذا درجتَ فيهَِ الصبا كفكفتْ لها … وقامَ يباريها أبو الفضل جعفرُ
بسيبٍ كأنَّ السيفَ منْ ثرَّ نؤيهِ … وأندية ٍ منها ندى النوءِ يعصرُ
لقدْ زينتَ الدنيا بأيامِ ماجدٍ … بهِ الملكُ يبهى والمفاخرُ تفخرُ
فتى ً منْ يديهِ البأسُ يضحكُ والندى … وفي سرجهِ بدرٌ وليثٌ غضنفرُ
بهِ ائتلفتَ آمالُ وافدة ِ المنى … وقَامَتْ لَدَيْهِ جَمَّة ً تَتَشكَّرُ
أبا الفضلِ إني يومَ جئتكَ مادحاً … رَأَيْتُ وجُوهَ الجُودِ والنُّجْحِ تَزْهَرُ
وأيقنتُ أني فالجٌ غمرَ زاخرِ … تَثُوبُ إليهِ بالسَّماحَة ِ أبْحُرُ
فلا شيءَ أمضى منْ رجائكَ في الندى … ولا شيءَ أبقى منْ ثناءِ يحبرُ
وماتَنْصُرُ الأسْيَافُ نَصْرَ مَدِيحة ٍ … لهَا عِنْدَ أبوابِ الخلائِفِ مَحْضَرُ
إذا ما انطوى عنها اللئيمُ بسمعهِ … يَكُونُ لها عِنْدَ الأكارِمِ مُنْشَرُ
لها بينَ أبوابِ الملوكِ مزامرٌ … مِنَ الذكرِ لم تُنفَخْ ولا تُتَزَمَّرُ
حَوَتْ راحَتاهُ البَاسَ والجُودَ والنَّدَى … ونالَ الحجا فالجهلُ حيرانٌ أزورُ
فَلا يَدَعُ الإِنجازَ يَمِلكُ أمْرَه … ويقْدمُهُ في الجُودِ مَطْلٌ مُؤَخَّرُ
إليكَ بها عذراءُ زفتْ كأنها … عروسٌ عليها حليها يتكسرُ
تُزَفُّ إليْكُمْ يابنَ نَصْرٍ كأنَّها … حليلة ُ كسرى يومَ آواهُ قيصرٌ
أبا الفضلِ إنَّ الشعرَ مما يميتهُ … إبَاءُ الفَتَى والمَجْدُ يَحْيَا ويُقبَرُ