قرب الحيا وانهلَّ ذاكَ البارقُ قصيدة أبو تمام
قرب الحيا وانهلَّ ذاكَ البارقُ – أبو تمام
قرب الحيا وانهلَّ ذاكَ البارقُ … والحاجة ُ العشراءُ بعدكَ فارقُ
إيهٍ أَبَا زَيْدٍ فذَرْعُكَ واسِعٌ … ونَدَاكَ فَيَّاحٌ ومجْدُكَ باسِقُ
قَدْ لاَنَ أكثَرُ ما تُريدُ وبَعْضُهُ … خشنٌ وإني بالنجاحِ لواثقُ
في الروضِ قراصٌ وفي سيلِ الربا … كدَرٌ وفي بَعْضِ الغُيُوثِ صَوَاعِقُ
زوجتُ أمري بالسعودِ فأصبحت … مِنْه النُّحُوسُ النُّكْدُ وَهْيَ طَوالِقُ
ومَغاربُ الإخفاقِ أضحَتْ بالذي … أَوْلَى مِنَ الإنجاح وهْيَ مَشَارِقُ
فأَتَتْهُ مَأْرُبَتِي فأَدْرَكَ شَأْوَها … قَرْمٌ بعَائِرَة ِ المَكارِم لاحِقٌ
ما أَوَّلُ السَّامِين بالعَالي ولا … كُلُّ الجيادِ دُفِعْنَ قَبْلُ سَوَابِقُ
فأتتْ عواناً ثيباً ما سرني … بمكانها مني الكعابُ العاتقُ
ومنَ الرزية ِ أنَّ شكري صامتٌ … عما فعلتَ وأنَّ بركَ ناطقُ
وأخفُّ ما جشمَ امرؤٌ وسعى لهُ … يَوْماً لِذِي النُّعْمَى الثَّنَاءُ الصَّادِقُ
أأرى الصنيعة َ منكَ ثمَّ أسرها … إني إذاً لِيَدِ الكِرامِ لَسَارِقُ