أبو تمام

قلبتُ أمريَ في بدءٍ وفي عقبِ قصيدة أبو تمام

قلبتُ أمريَ في بدءٍ وفي عقبِ – أبو تمام


قلبتُ أمريَ في بدءٍ وفي عقبِ … ورضت حاليَّ في جورٍ ومقتصدِ

فما فَتحتُ فمي إلاَّ كعَمتُ فمِي … ولا مددتُ يدي إلا رددتُ يدي

لا ذَنْبَ لي غيرَ ما سَيَّرتُ مِنْ غُرَر … شرقاً وغرباً وما أحكمتُ من عقدي

نشرٌ يسيرُ به شعرُ يهذبُه … فكرٌ يجولُ مجالَ الروحِ في الجسدِ

ساعاتُ شُكْر غَذاهُنَّ البَقَاءُ بهِ … فهنَّ أطول أعماراً منَ الأبدِ

إذا دُجاها أحاطَتْ بي أحطتُ بها … قلباً متى أسرِ في مصباحهِ يقدِ

حَضْرمتُ دَهرِي وأشكالي لكم وبكمْ … حتَّى بَقِيتُ كأني لَسْتُ مِنْ أُدَدِ

ثمّ أطرحتمْ قراباتي وآصرتي … حتى توهَّمتُ أني من بني أسدِ

ثمّ انصرفتُ إلى نفسي لأظأرَها … على سواكم فلم تهششْ إلى أحدِ


ومدحُ منْ ليسَ أهلِ المدحِ أحسبُه … عضواً تفضلَ من قلبي ومن كبدي

قومٌ إذا أعينُ الآمال جثنهمُ … رجعنَ مكتحلاتٍ عائرَ الرمدِ

فطلعة ُ الشعرِ أقلى في عيونهمِ … وفي صُدُرِهِمِ مِنْ طَلْعة ِ الأَسَدِ

ما إنْ ترى غيرَ منشورٍ على قدمٍ … في الناطِقينَ وَمَطْويٍّ على حسَدِ

قُلْ قَولة ً فَيْصَلاً تَمضِي حُكومتُها … في المنعِ إنْ عنَّ لي منعٌ أو الصفدِ

يحصنْ بها سندي أو يمتنعْ عضدي … أو يدنُ لي أمدي أوْ يعتدلْ أودي

أو التي طالما أفضتْ وعورتُها … مِنَ الأمورِإلى مِنهاجِها الجَددِ

إنْ كُنتَ في المَطْل ذا صَبْر وذا جَلَدٍ … فلَسْتُ في الذَّمِ ذا صَبْرٍ وذا جَلَدِ

فَقُلْ وَرَاءكِ في سُحقٍ وفي بُعُدٍ … فإنَّني فيكَ أهلُ السُّحق والبُعُدِ


مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page