مهاة ُ النقا لولا الشوى والمآبضُ قصيدة أبو تمام
مهاة ُ النقا لولا الشوى والمآبضُ – أبو تمام
مهاة ُ النقا لولا الشوى والمآبضُ … وإِنْ مَحَضَ الإعراضَ لي منكِ ماحِضُ
رَعَتْ طَرْفَها في هَامَة ٍ قد تَنكَّرَتْ … وصوحَ منها نبتها وهوَ بارضُ
فصدتْ وعاضتهُ أسى ً وصبابة ٍ … وما عائِضُ منْها وإنْ جَلَّ عائِضُ
فما صقلَ السيفُ اليماني لمشهدٍ … كما صُقِلتْ بالأمسِ تلْكَ العَوارضُ
ولا كشفَ الليلَ النهارُ وقدْ بدا … كما كشفتْ تلكَ الشؤونَ الغوامضُ
ولاعمِلَتْ خَرْقَاءُ أوْهَتْ شَعِيبَها … كما عملتْ تلكَ الدموعُ الفوائضُ
وأُخْرَى لَحَتْني حينَ لم أمْنَعِ النَّوَى … قِيادِي ولم يَنقُضْ زَماعِيَ ناقِضُ
أرادَتْ بأنْ يَحْوِي الرَّغيباتِ وَادِع … وَهَل يَفْرُس اللَّيْثُ الطُّلَى وهْوَ رابِضُ
هيَ الْحُرَّة الوَجْنَاءُ وابنُ مُلَمَّة ٍ … وجأشُ على ما يحدثُ الدهرُ خافضٌ
إذا ما رأتهُ العيسُ ظلتْ كأنما … عليْها مِنَ الوِرْدِ اليَمامي نافِضُ
إليكَ سَرَى بالمَدْحِ قَوْمٌ كأنَّهُمْ … على المييسِ حياتُ اللصابِ النضانضُ
مُعِيدينَ وِرْدَ الْحَوْضِ قد هَدَّمَ البِلَى … نَصائِبه وانَمَحَّ مِنْه المَراكِضُ
نَشيمُ بُرُوقاً مِنْ نَداك كأنَّها … وقَدْ لاَحَ أُولاها عُروقٌ نَوابِضُ
فَما زلْنَ يَسْتشْرينَ حتَّى كأنَّما … على أُفُقِ الدُّنيا سُيُوفٌ رَوَامِضُ
فلمْ تنصرمْ إلاَّ وفي كلِّ وهدة ٍ … ونشزٍ لها وادٍ منَ العرفِ فائضُ
أخا الحربِ كم ألحقتها وهي حائلٌ … وأخرتها عن وقتها وهيَ ماخضُ
إذا عرضٌ رعديدٍ تدنسَ في الوغى … فسَيْفُكَ في الهَيْجا لِعرْضِكَ رَاحِضُ
إذَا كانت الأنفاسُ جَمْراً لَدَى الوَغَى … وضَاقَتْ ثِيابُ القَوْمِ وهْيَ فَضافِضُ
بحيثُ القلوبُ الساكناتُ خوافقٌ … ومَاءُ الوُجُوهِ الأَرْيَحِيَّاتِ غائِضُ
فأنتَ الذي تستيقظُ الحربُ باسمهِ … إذَا جَاضَ عَنْ حد الأسِنَّة ِ جَائِضُ
إذَا قَبَضَ النَّقْعُ العُيونَ سما لَهُ … هُمامٌ على جَمْرِ الحَفيظة ِ قابِضُ
وقَدْ عَلِمَ الْحَزْمُ الَّذي أنتَ رَبُّهُ … بأنْ لا يعي العظمُ الذي أنتَ هائضُ
وقد عَلِمَ القِرْنُ المُسَاميكَ أنَّهُ … سَيَغْرَقُ في البَحْر الذي أنتَ خائِضُ
كما علمَ المستشعرونَ بأنهمْ … بطَاءٌ عن الشعْر الّذي أنا قارضُ
كأني دينارٌ ينادي ألا فتى … يُبَارزُ إذْ نادَيْتُ مَنْ ذَا يُعارِضُ
فلا تنكروا ذلَّ القوافي فقدْ رأى … محرمها أني لها الدهرَ رائضُ