نادَيْتُ أقضِيَةَ اللَّهِ التي سَلَفَتْ: قصيدة أبوالعلاء المعري
نادَيْتُ أقضِيَةَ اللَّهِ التي سَلَفَتْ: – أبوالعلاء المعري
نادَيْتُ أقضِيَةَ اللَّهِ التي سَلَفَتْ: … إنّ المَعاليَ بَذّتها مَعالِيها
وَضَعْتُ نفسي، فَعالِيها على قَتَبٍ … من الغنى، يعرِفُ الجَدوى فَعاليها
نَوائبُ الدّهرِ تَستقري غَرائزَها، … حتى تُرى، كحَوالِيها، خَواليها
أمّا نِبالُ المَنايا، فهيَ مُصميَةٌ … فَما نِبالُ مَقالٍ لا أُباليها
لا تَمنَعُ الغادَةَ الحَسناءَ نِعمَتُها، … وأنْ تَقومَ حَوالَيها حَوالِيها
وما تُفيدُ الغَواني من لآلِيها … نَفعاً، إذا جَاءَ كَيدٌ من لَيالِيها
ولم تَجِدْني طُغاةُ النّاسِ في طمعٍ، … حتى تَعيشَ أَواليها أُواليها
جَماعةُ القوم جَدّتْ في تَناظُرِها، … كعانةِ الوَحشِ، جدّتْ في تَغاليها
حقٌّ على أنفُسٍ منهمْ تكالؤها، … فقَد يُخافُ علَيها من تكالِيها
بَطنُ البَسيطةِ أعفَى من ظواهِرها، … فوَسِّعا ليَ أهرُبْ من سَعاليها
وما تَزالُ دواليها نَوائِبَها، … فمن شِدادِ خُطوبٍ، أو دواليها
وقد أطَلْتُ وِصاليها على سُخُطٍ … منّى، وسِيّانِ غَرقاها وصاليها
وما استراحَ، لعَمري، من سوائِلها، … إذا طَغى ماؤها، إلاّ سواليها