أبوالعلاء المعري

يا رُوحُ شخصي مَنزِلٌ أُوطنتهُ، قصيدة أبوالعلاء المعري

يا رُوحُ شخصي مَنزِلٌ أُوطنتهُ، – أبوالعلاء المعري


يا رُوحُ شخصي مَنزِلٌ أُوطنتهُ، … ورحلتِ عنه، فهل أسِفتِ، وقد هُدِمْ

عِيدَ المَريضُ، وعاوَنَتْهُ خَوادمٌ، … ثمّ انتَقَلْتِ، فما أُعينَ ولا خُدمِ

لقد استراحَ مُعَلَّلُ ومُساهِرٌ … منهُ، وإنْ غَدَتِ النّوائحُ تلتَدِم

حَمَلوهُ، بعدَ مَجادِلٍ وأسرّةٍ، … حمْلَ الغَريبِ، فحُطّ في بيتٍ رُدِم

ما زالَ في تَعَبٍ وهَمٍّ دائمٍ، … فلَعَلّهُ عَدِمَ الأذاةَ بأنْ عُدِم


لو كانَ يَنطِقُ مَيّتٌ لسألتُهُ: … ماذا أحَسّ، وما رأى لمّا قَدِم؟

إنْ تَثْوِ في دارِ الجِنانِ، فإنّما … فارَقْتَ من دُنياكَ ناراً تَحتَدمِ

مَن ذا يَلومُكَ في هَواكَ مسيئَةً؛ … كلُّ الأنامِ بحُبّها كَلِفٌ سَدِم

فاعذِرْ خليلَك إن جَفاكَ ولا تَجِدْ؛ … وإذا الزّيارَةُ ساعَفَتْكَ، فلا تُدِم

بئِسَ العَشيرُ أنا، الغداةَ، وصاحبي … مثلي، فإنّي ما ندمتُ ولا نَدِم


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page